مركز الساحل ينظم ندوة في باريس عن التحديات الأمنية في الساحل


نظم مركز الساحل للخبرة والاستشارة مساء أمس الخميس 10 – 11 – 2016  بالعاصمة الفرنسية باريس ندوة تحت عنوان: “التحديات الأمنية في الساحل وشمال إفريقيا: واقع معقد وآفاق معتمة”، وذلك بالتعاون مع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي فيليب كالتنباك، وبمشاركة عدد من الباحثين والدبلوماسيين والخبراء العسكريين.

img_1651 img_1683

وقال رئيس مركز الساحل للخبرة والاستشارة محمد آبه ولد الجيلاني في كلمة في افتتاح الندوة المنظمة في مباني مجلس الشيوخ الفرنسي إن الندوة تفتح المجال لتبادل وجهات النظر بين مجموعة من الخبراء لديهم آراء مختلفة سواء ممن عايش الأحداث أو تابعها، أو أعد دراسات عنها.

وأضاف ولد الجيلاني خلال كلمته أن الندوة تحضر فيها آراء عسكريين ودبلوماسيين وخبراء ودارسين، وكذا آراء مجموعة دول أخرى متأثرة بدرجة ما بواقع تدهور الأمن في الساحل وشمال إفريقيا.

وتشكلت الندوة من ورشتين تناولت أولاهما الحالة الأمنية في ليبيا، وترأسها الأمين الدائم لمجموعة دول الساحل الخمس ناجم محمد، وبدأها بحديث عن أهداف مجموعة دول الساحل الخمس، ومعالم إستراتجيتها لمواجهة المخاطر الأمنية، وإعادة الاستقرار للمنطقة، متحدثا عن مشاريع تنموية عديدة تنوي الهيئة الإقليمية إطلاقها خلال وقت وجيز.

img_1620 img_1316

وأشار ناجم – وهو دبلوماسي من النيجر – إلى أن الأمانة الدائمة للتجمع بدأت في التواصل مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل تعبئة التمويلات لصالح مشاريع التجمع في المجالات المختلفة.

الأستاذة الجامعية الليبية زهرة منصور أبو القاسم رأت في مداخلتها أن ليبيا تعرضت لمؤامرة، تستهدف إفريقيا ككل، وتسعى لإبقاء ثرواتها عرضة للنهب من الدول الأوربية، معتبرة أن أوربا لا تريد للشعوب الإفريقية أن تنعم بالديمقراطية ولا بالاستقرار ولا أن تستفيد من خيراتها.

وأكدت زهرة منصور أن الأفارقة يريدون ديمقراطية تناسبهم وتحترم عاداتهم وتقاليدهم، وليس ديمقراطية الغرب المفروضة بالقوة، والتي حولت ليبيا إلى مجموعة من المليشيات.

أما الدبلوماسي الفرنسي لوران بيكو فقد ركز في مداخله على فشل المنظمات الدولية والإقليمية، وسيطرة القوى الدولية الداعمة للحروب عليها، وجريها وراء أهداف عسكرية دون وضع أهداف سياسية.

ورأى بيكو أن الاتحاد الإفريقي يعتمد بنسبة 80% من تمويله على الاتحاد الأوربي، وبالتالي فهو ليس مستقلا ماليا رغم أن العديد من دوله بإمكانه توفير أكثر من حاجته كالجزائر التي كانت لديها فائض بـ200 مليار دولار، إضافة لأنغولا وجنوب إفريقيا والتي بإمكان كل واحدة منها القيام بهذا الدور.

وشدد بيكو على أنه لم يكن يُتوقع أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه في ليبيا لأنه لا أحد فكر في مستقبل الأحداث، وكان من يتساءل عن الأهداف السياسية تتم شيطنته، متحدثا عن عدم استفادة القوى الدولية والإقليمية من أخطائها وعدم استيعابها للدروس العديدة التي تعرضت لها في أكثر من مكان.

كما تحدث في الندوة رئيس معهد نيلسون مانديلا الدكتور بول كانانورا حيث شن هجوما على ما وصفها بديمقراطية الغرب التي تحمل في طياتها هدم البلاد التي وصلت وإعادتها عقودا إلى الوراء، معتبرا أن الوضع في ليبيا الآن لا يمكن مقارنته إطلاقا بما كان عليه أيام القذافي، مشيرا إلى أن دكتاتورية القذافي مهما بلغت ستكون أفضل من الفوضى التي تعيشها البلاد الآن، والانقسامات المتعددة التي مزقت المجتمع الليبيي، والمليشيات التي تسيطر على البلاد.

وتناولت الورشة الثانية في الندوة الوضع الأمني في مالي، وترأسها وزير الدفاع الموريتاني السابق أحمدو ولد إدي ولد محمد الراظي، حيث قدم في بدايتها ورقة عن الإستراتجية الموريتانية ونجاعتها في مواجهة المخاطر القائمة في المنطقة والتي هددت أمن العديد الدول، مقارنا بين الأوضاع في البلاد ما قبل 2008 وما بعدها.

img_1316 img_1663 

كما استعرض ولد محمد الراظي جوانب من الأزمة في مالي وسبل حلها من خلال التوصل إلى اتفاق بين الأطراف يرضي الجميع ويضمن حقوقهم بطريقة يربح فيها الجميع، ودون غالب أو مغلوب.

 وكان المداخلة الثانية مع العقيد الفرنسي باسكال شابولو فاستعرض في مداخلته العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي، بدءا بـ”سرفال”، إلى “برخان” مقدما أرقاما حول حصيلتها حتى الآن.

وقدم باسكال شابولو تقييما لهذه العملية والوضع الذي تعيشه المنطقة الآن، مستعرضا تجربته التي عرفت المشاركة في عدة عمليات دولية من بينها العملية الدولية في كوسوفو.

وكانت ثالث المداخلات في هذه الورشة مع الصحفي والباحث الموريتاني أحمد ولد محمد المصطفى والذي رأى في مداخلته أن علاج المشاكل الأمنية في منطقة الساحل وشمال إفريقيا تحتاج لعلاج جذورها بإنصاف العرقيات الموجودة في هذه المنطقة، وخصوصا الفلان، والطوارق، والعرب، والسونغاي.

img_1591img_1313

ورأى ولد محمد المصطفى أن الساحل ليس منطقة للحركات الجهادية المسلحة فقط، وإنما هو أرضية لصراع أجندة دولية حساسة تأخذ أشكالا متعددة ويستعين فيها كل طرف بما يمكنه من بسط نفوذه، وفي سبيل ذلك يكون وقود الصراع ماليا أحيانا وعرقيا أوطائفيا أحيانا، حسب تعبيره.

 وأضاف ولد محمد المصطفى في مداخلته بالندوة أن الحركات الجهادية عرفت تراجعا مع انتفاضات الشعوب العربية، قبل أن تستعيد قوتها و”جاذبيتها” مع صعود الثورة المضادة، مشيرا إلى أنه حاور في العام 2012 العديد من الشباب المنتمين لتنظيم القاعدة ولحركات أخرى مرتبطة بها في تمبكتو أعربوا له عن فرحهم بنجاح الثورات واستعدادهم للعودة إلى بلادهم وبدء مسار جديدوعرفت الندوة مداخلات مع عدد من الحضور من بينهم الباحث محمد الحسن ولد لبات، والباحث عبد الله جاكانا مدير موقع “كاس أتاي”، وآخرين.

وحضر الندوة عدد من الدبلوماسيين من بينهم دبلوماسيان اثنان من الخارجية الفرنسية، كما حضرها ممثلون عن سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، والنيجر، والسودان، والسنغال، وعمان، وفلندا، وأسبانيا، وعدة دول أخرى.

 

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *