الساحل. وتنظيم الدولة. حجم الوجود ونوعية المخاطر


حلقة نقاشية تحت عنوان:
الساحل.. وتنظيم الدولة.. حجم الوجود.. ونوعية المخاطر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم،
وبعد،
أمس الثلاثاء أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عن إكمال سيطرته على مدينة سرت الإستراتيجية، وبدأ في الإعداد لتجاوزها إلى مدينة مصراته، وكذا منابع النفط الليبي وخصوصا ميناء السدرة النفطي، ورأس لانوف، وذلك بعد أشهر من إعلان دولته التابعة للبغدادي في مدينة درنة الليبية.
وقبل أسابيع أعلنت جماعة “المرابطون” خصوصا الجناح المتشكل من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا سابقا عن مبايعتها لأبي بكر البغدادي، ودعت بقية الجماعات الجهادية إلى مبايعته.
و”المرابطون” هي الجماعة الأكثر نشاطا في شمال مالي، والأوسع انتشارا من خلال عملياتها خلال الأشهر الأخير، حيث امتدت هذه العمليات من الحدود المالية القريبة من موريتانيا إلى قلب العاصمة المالية باماكو، وإلى بوركينا فاسو من خلال عملية اختطاف روماني هناك.
كما أعلنت جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد في نيجيريا والمعروفة إعلاميا بـ”بوكو حرام” عن مبايعتها للبغدادي، وقبلها بأشهر كانت المنطقة الوسطى في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أعلنت مبايعته للبغداد، وغيرت اسمها إلى جند الخلافة.
هذا إقليميا، أما عالميا فيواصل تنظيم الدولة تعزيز قدراته وتوسيع مساحته داخل المناطق العراقية والسورية، كما يواصل التوسع عالميا من خلال الانضمامات التي تتم له هنا أو هناك، والتي من أبرزها:
– تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء – مصر.
– تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان.
– تنظيم الدولة الإسلامية في أوزباكستان.
ومن يتابع المنتديات الجهادية، بل وحتى مواقع التواصل الاجتماعي يمكنه أن يلمس حجم اختراق هذه التنظيم للخطاب الجهادي، وتصدره كوجهة جهادية أولى للعديد من الشباب، بما فيهم بعض الشباب الموريتانيين، حيث يحضر خطاب التعاطف معهم والدفاع عن ممارساتهم الميدانية بما فيها تلك التي كانت محل انتقاد واسع حتى من قيادات من تنظيم القاعدة ومن كبار منظريها حول العالم.
ولا يستبعد بناء على ذلك – واعتمادا على استقراء الواقع في المنطقة – أن تتحول وجهة التجنيد الاعتيادي من تنظيم القاعدة إلى تنظيم الدولة، ومن التصدير إلى سوح بعيدة عن المنطقة إلى محاولة إيجاد موطئ قدم في مكان ما من منطقة الساحل الملتهبة، خصوصا وأن جزءا معتبرا من الحركات التي أعلنت مبايعتها له في المنطقة قد لا تعدم الحاضنة الشعبية لها في مناطق تحركها، تماما كما يجد التنظيم الأم حاضنة شعبية في المنطقة السنية بالعراق، ولا شك أن حجم الاختراق الذي تحقق لتنظيم دولة في أكثر من تنظيم جهادي حول العالم يمنح وجاهة لوضع هذا التنظيم – وخصوصا في منطقة الساحل – على مشرحة الخبراء لتشخيص واقعه، واستشراف مستقبله، ومحاولة استجلاء حجم حضوره.
ورغم أن التنظيم واجه ممانعة من قبل شخصيات جهادية لها مكانتها المؤثرة في الحركات الجهادية وصوتها المسموع كأمير القاعدة أيمن الظواهري، ومنظرها الأبرز أبو محمد المقدسي، ومفتيها السابق محفوظ ولد الوالد أبو حفص الموريتاني والذي اتفقوا على وصفها بأوصاف تتفق في انتقاد تصرفها، وخصوصا المتعلق بسفك الدماء، وإن كانت تتفاوت في حدتها، إلا أن هذا التنظيم ظل يواصل تمدده ويكسب أرضيات جديدة على حساب أطراف عديدة من بينها بعض الحركات الجهادية على رأسها تنظيم القاعدة.
وأمام هذا الواقع المعقد والمتغير بتسارع ارتأينا في مركز الساحل للخبرة والاستشارات أن نضع موضوع الساحل وتنظيم الدولة على طاولة النقاش أمام هذه الكوكبة من الخبراء والباحثين والأمنيين لنقاشها بشكل هادئ وعلمي، ولمحاولة إعادة رسم الوجود الجهادي في منطقة الساحل، وتحديد أبعاد صورته متعددة الجوانب، وتجلية جوانب غموضها، فضلا عن استشراف مخاطرها، والتنبؤ بسناريوهاته المستقبلية.
ونحن على ثقة أن تزاحم هذا العقول الراشدة سيخرج الصواب في هذه القضية، ويصل لخلاصات علمية جيدة ومفيدة في موضوع:
الساحل.. وتنظيم الدولة حجم الوجود ونوعية المخاطر
وذلك من خلال الإجابة التي يثيرها هذا الملف، وتحديدا:
– ما مدى الوجود الفعلي لتنظيم الدولة في منطقة الساحل والصحراء؟
– وما هي المخاطر المترتبة على وجوده؟
– وهل أصبح – فعلا – بعد الأحداث الأخيرة الخطر الأبرز في المنطقة؟

أجدد شكركم والكلمة لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *